لم أكن قد جاوزت سن الطفولة إلا قليلاً حين دخلت معهد إمام الدعوة، فكانت أول قاعة أمامي هي قاعة المكتبة، توجهت إليها، فإذا بعض المراقبين يتحدثون بصوت عال، أما طاولة القراءة فلم يكن عليها إلا هو، نظرت إليه، فامتلأت عيني بمرآه كأنما أنظر إليه الآن، وجههه الآدم السمح، ولحيته السوداء المسنونة، ونظارته السميكة المقعرة، وبشته الأسود، وكان أشد ما لفت نظري طريقته في القراءة، فقد نصب الكتاب أمامه، وأمسكه بكلتا يديه، واستغرق في قراءة نهمة جعلته ينفصل بشعوره عمن حوله، جلست أنظر إلى إكبابه على الكتاب وقد أبده بصره كأنما هو في نجوى مع صديق حميم، ثم كثر لغط المراقبين حول غياب بعض الطلبة حتى ذكروا طالبًا باسمه
https://ommah.ibn-jebreen.com/details/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-:-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%88%D8%B1